المصيدة

في الطريق الى الجنة هناك ما لا نعرفه ..

حطت الطائرة في المطار، رأى اشياء لم يعرف ما هي بسبب الضباب الذي حجب الرؤية، فقط علم الدولة الذي رفرف بفعل الريح كان استثناءا... سمع عبر الميكروفون صوتا يقول بلغة البلد أشياء لم يفهم منها سوى اسم المطار. ثم عاد الصوت وكرر نفسه بلغة إنكليزية جيدة. فهم أنه في مطار العاصمة. صعد كما بقية المسافرين إلى حافلة الركاب. كانت جديدة وغريبة، إذ أنه لم ير مثلها من قبل.. وصل الصالة، وقف كما الجميع في الطابور، جهز جواز سفره. رفع يده وفي نيته حك أذنه، لم تكد اليد تلامس الأذن، حتى ظهر أمامه رجل أنيق اللباس.حياه بأدب وسأله عن اسمه. أجاب: اسمي فلان الفلاني.. قال له الرجل الأنيق: تفضل معي... سار خلف الرجل، وفي الطريق تساءل: ترى من هو هذا الرجل؟ وهل عرف بأن جواز السفر الذي احمله ليس جواز سفري، وأن الصورة التي فيه ليست صورتي، وأنني لست أوروبياً، وبأنني مجرد لاجئ مشرقي يبحث عن ملاذ آمن... دخلا من باب خلفي.. وجد نفسه أمام شخص لم يره قط. حياه، ضمه إلى صدره، سأله عن أحواله وأخباره و عن الأهل والأصحاب. ذهل مما يحدث هنا.. فهو لا يعرف الرجل السائل ، ومع هذا حضرته الحاسة السادسة فوراً، فتعامل مع ذلك بحذر.. وأجاب بأنه والأهل بخير. بعد هذه المقدمة خرج مع الرجل من المطار من دون ختم في الجواز، وبدون مرور على التفتيش، وبلا سين وجيم.توجه مع مستقبليه إلى مركز المدينة، عند مدخل الفندق كان الخدم بالانتظار. جلس الرجل ومن معه في بهو الفندق.. توجه هو برفقة الخادم إلى الغرفة.ناول الخادم دولاراً أمريكياً واحدا وأمره بالانصراف... عندما فتح الحقيبة ورأى ما بداخلها عرف أنها ليست حقيبته.. وأيقن أنه وقع في مصيدة. هبت نسمات هواء باردة عبر نافذة نصف مغلقة.. توجه إلى النافذة لكنه ارتد صوب الباب عندما تذكر ان غرفته تقع في الطابق العاشر