شرحبيل وشادي

جلسوا القرفصاء تحت شجرة برتقال في بستان قريب من المخيم، تحدثوا في السياسة، خبزهم اليومي.. التهموا طعامهم وشربوا ما تيسر من المشروبات الغازية. شادي أصغرهم وأكثرهم حباً لمشروب الميرندا. وكذلك أكثرهم شغفا بالقراءة. أنصت لهم وهم يتذكرون يوم تعرفهم على شرحبيل. حيث كان يوماً لمعرفة الفرق بين الاستعمار والقمل. إذ أن شرحبيل الذي كان رأسه يعج بالقمل يوم جاء للتسجيل في التنظيم، كتب في استمارة انتسابه أنه يريد مواجهة الغزو وتحرير البلاد من الاستعمار. لم يتمالك فادي نفسه، حيث قال له عليك أولاً أن تحرر رأسك من غزو واستعمار القمل. لأنك بهذا الرأس المستعمر سوف تجلب الاستعمار لكل الرؤوس هنا في هذا المكان. انتفض شرحبيل وبنيته توجيه لطمة قوية لفادي .. لكنه تذكر ان فادي المسئول عن التسجيل، وعن التنظيم.. تراجع وبلع كل شيء، فقد كان حلمه ان يكون فدائياً. وكان له ذلك، واستطاع ان يحرر رأسه من كافة أنواع الاستعمار، واستشهد مع رفيقه شادي بعد شهور في مواجهة ملحمية مع الاستعمار الحقيقي، جنوب الجنوب في شمال البلاد التي أحب.