احلام ابيض في ابيض


في المدينة العتيقة , عند اخر الشارع تقيم عائلتين في الدورين الاخير و قبل الاخيرة في عمارة ايلة للسقوط.
هند و هديل هما الحياة النابضة في العمارة , صديقتين منذ الطفولة الاولى , لهما من الذكريات ما يجعل منهما شخصا واحدا ببطاقة تعريف واحدة و دفتر مذكرات واحد.
و حتى ملامحهما تقاربت ,,, نفس الابتسامة نفس الوقفة و حتى الصوت والديهما لا يفرقان بين صوتيهما ; ضحكة عالية و حتى الشجار
كان لهما روح دعابة فريد رغم صغرهما و من الشقاوة ما يصيبهما احيانا بعقاب من المدرسة
في احدى المرات خرجتا من الحصة معا فتبادلتا الثياب و عادتا الى الفصل و غيرتا مقعديهما دون ان تنتبه المعلمة اما الزميلات فاخذن بالضحك حتى لفت الامر انتباه المدرسة فانزلت بهما عقابا لازالتا تتذكرانه و تضحكان
كانت غرفة هند فوق غرفة توامها هديل و بينهما الف اشارة و اشارة لا يفك لغزها احد و لا يكشف مخططاتهما
اليوم هند و هديل في سن العشرين و لم يتغير اي شيء , المدينة العتيقة, اخر الشارع, نفس العمارة و قد فضحت الشقوق و التجاعيد قدمها ,
هند فوق و هديل تحت
هند تحلم بثوب ابيض و هديل بثوب ابيض

احلام يقظة و احلام في جوف الليل , احلام للحياة و احلام بالموت و المشترك بينهما هو لون الحلم, احلام الشابتين ابيض في ابيض
لكن هل الثوب الابيض فستان فرح ام كفن ?